أنظروا يامسلمين ماذا فعلوا فى مال المسلمين وماذا يفعل الآن

أنظروا يامسلمين ماذا فعلوا فى مال المسلمين وماذا يفعل الآن

روى ابن سعد في الطبقات قال: أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة عن جده قال: أخبرنا عبد الملك بن وهب عن أبي صبيحة التيمي عن آبائه عن جده صبيحة قال: وأخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر عن أبيه عن حنظله بن قيس الزرقي عن جبير بن الحويرث قال: وأخبرنا محمد بن هلال عن أبيه دخل حديث بعضهم في حديث بعض أن أبا بكر الصديق كان له بيت مال بالسنح معروف ليس يحرسه أحد فقيل له يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تجعل على بيت المال من يحرسه؟ فقال: لا يخاف عليه قلت لِمَ؟ قال عليه قفل، قال وكان يعطي ما فيه حتى لا يبقى فيه شيء، فلما تحول أبو بكر إلى المدينة حوله فجعل بيت ماله في الدار التي كان فيها، وكان قدم عليه مال من معدن القبلية ومن معادن جهينة كثير وانفتح معدن بني سليم في خلافة أبي بكر فقدم عليه بصدقته فكان يوضع ذلك في بيت المال فكان أبو بكر يقسمه على الناس نُقَراً نقرا فيصيب كل مئة إنسان كذا وكذا، وكان يسوي بين الناس في القسم الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير فيه سواء، وكان يشتري الإبل والخيل والسلاح فيحمل في سبيل الله، واشترى عاماً قطائف أتي بها من البادية ففرقها في أرامل أهل المدينة في الشتاء، فلما توفي أبو بكر ودفن دعا عمر بن الخطاب الأمناء ودخل بهم بيت مال أبي بكر ومعه عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وغيرهما ففتحوا بيت المال فلم يجدوا فيه ديناراً ولا درهماً ووجدوا خيشة للمال فنفضت فوجدوا فيها درهماً فترحموا على أبي بكر وكان بالمدينة وزّان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يزن عند أبي بكر من المال فسئل كم بلغ ذلك المال الذي ورد على أبي بكر قال مائتي ألف.

وروى ابن سعد أيضا في الطبقات قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا أبو هلال قال أخبرنا الحسن قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى أما بعد فأعلم يوماً من السنة لا يبقى في بيت المال درهم حتى يكتسح اكتساحاً حتى يعلم الله أني قد أديت إلى ذي حق حقه.

وروى البيهقي في السنن: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا دعلج بن أحمد السجزي حدثنا محمد بن سليمان الواسطي حدثنا الحر بن مالك العنبري حدثنا مالك بن مغول عن يحيى بن سعيد عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعبد الله بن أرقم: أقسم بيت مال المسلمين في كل شهر مرة، أقسم مال المسلمين في كل جمعة مرة، قم قال أقسم بيت المال في كل يوم مرة. قال فقال رجل من القوم يا أمير المؤمنين لو أبقيت في بيت مال المسلمين بقية تعدها لنائبة أو صوت يعني خارجة قال فقال عمر رضي الله عنه للرجل الذي كلمه: جرى الشيطان على لسانك لقنني الله حجتها ووقاني شرها أُعدُّ لها ما أَعدَّ لها رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.

 الشافعي في الأم أنبأنا غير واحد من أهل العلم أنه لما قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما أصيب من العراق قال له صاحب بيت المال أنا أدخله بيت المال قال لا ورب الكعبة لا يؤوي تحت سقف بيت حتى أقسمه...


 أحمد في الزهد وابن عبد البر في الاستيعاب وابن أبي عاصم في الزهد:... حدثني مجمع أن علياً رضي الله عنه كان يأمر ببيت المال فيكنس ثم ينضح ثم يصلي فيه رجاء أن يشهد له يوم القيامة أنه لم يحبس فيه المال عن المسلمين.

والله الذى لاإله إلا هو أجد فى حلقى غصه عندما أقارن بين هؤلاء العظماء الخالد ذكرهم فى قلوبنا وضمائرنا وبين من يتحكمون فى ثروات المسلمين ويقدمونها على طبق من ذهب لأعداء هذه الأمه وأنا لاأدرى إذا كان هؤلاء العظماء بما قدموه فى سبيل الله وفى سبيل المحافظه على أموال أمتهم ومع ذلك كانوا يخافون لقاء الله فماذا يفعل حكام اليوم عند لقاء ربهم وماذا يقولون