القيلوله سنه مهجوره
12th يونيو 2013, 2:57 am
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القيلوله سنه مهجورة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونستهديه ونسترشده ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) [ آل عمران: 102 ].
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) [ النساء: 1 ].
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما ). [ الأحزاب 70 – 71 ].
و بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار.
إن من هديه (صلى الله عليه وآله وسلم) افتتاحه لمجالسه بخطبة الحاجة، وهانحن قد بدأنا بحثنا هذا بخطبة الحاجة ولله الحمد والمنة، وفيها: ونستعينه ونستغفره، فقد جاء في صحيح مسلم والترمذي عليهما رحمة الله من حديث علي بن أبي طالب (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)«أَنَّ رَسُولَ الله (صلى الله عليه
وآله وسلم) كَانَ إِذَا قَامَ في الصَّلاةِ قَالَ: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ
لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ
المُشْرِكينَ إنَّ صَلاَتي ونُسُكِي ومَحْيَايَ وَمَمَاتي لله رَبِّ
العَالِمَينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ
المُسْلِمينَ. اللّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ، أَنْتَ
رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلمْتُ نَفْسِي واعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي
فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبي جَمِيعاً إِنَّهُ لاَ يَغْفِر الذُّنُوبَ إلاّ
أَنْتَ واهْدِني لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ لا يَهْدِي لأحْسَنِها إلاّ أنْتَ
واصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا إنّه لاَ يَصْرِفُ عَنّي سَيِّئَهَا إلاّ
أَنْتَ آمَنْتُ بِكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ
إلَيْكَ . فإِذَا رَكَعَ قَالَ: اللّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ
وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي ومُخِّي وَعظْمِي
وعَصَبِي . فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ: اللَّهّمَّ رَبَّنَا لَكَ
الحَمدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ والأَرَضِينَ وَمَا بَيْنَهُمَا ومِلْءَ مَا
شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ فَإِذَا سَجَدَ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ
وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي للَّذِي خَلَقَهُ
فَصَوَّرَهُ وشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ فَتَبَارَكَ الله أحْسَنُ
الخَالِقِينَ. ثُمَّ يَكُونُ آخِرُ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ
والسَّلاَمِ: اللَّهْمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أخّرْتُ وَمَا
أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ
المُقَدِّمُ وَأنْتَ المُؤَخِّرُ لاَ إلَهَ إلاّ أنْتَ».
رواه مسلم وأصحاب السنن وابن حبان وأحمد. وقال أبو عيسَى الترمذي حَسَنٌ
صحيحٌ.
وبعد:
إن كثيرا من السنن
النبوية ماتت في حياة الناس عامة، والمسلمين خاصة، ولا يكون لها أهمية
إلا إذا ألبست لباس الاكتشافات العلمية الحديثة، فالحجامة -على سبيل
المثال- مع كونها سنة نبوية، يجب أن توضع موضعها الصحيح حتى تطبق السنة
بشكل إيجابي، ومع كون النبي صلى الله عليه وسلم
أشار إليها في زمنه، فإنها لم تأخذ حظا من الانتشار في حياة المسلمين،
حتى جاءت الدراسات الغربية لتؤكد أهمية الحجامة كنوع من العلاج
ومن تلك السنن التي
أضحت معدومة في حياة المسلمين، سنة القيلولة، وقد بدأ أهل العلم من
الباحثين يتحدثون عنها وعن فوائدها، وكتبت فيها أبحاث هامة، تؤكد فوائدها
العلمية.
إن القَيْلُولة هي
نَوْمةُ قصيرة في نِصْف النهار ، أو إستراحة و إسترخاء لبعض الوقت في
نصفَ النهار و إِن لم يكن معها نَوْمٌ ، و الهدف منها طرد الكسل و
استعادة النشاط و الحيوية لمتابعة العمل .
وفي لسان العرب
لابن منظور: القَيْلُولة : نَوْمَةُ نِصْف النهار ، و هي القائلةُ ، قال
يَقِيل ُ ، و قد قال القوم قَيْلاً و قائلةً و قَيْلولةً و مَقالاً و
مَقِيلاً " .
و فيه أيضا : " و
المَقِيل و القَيْلولة : الاستراحة نصفَ النهار و إِن لم يكن معها نَوْمٌ
، يقال : قال يَقِيل قَيْلولة ، فهو قائِل " .انتهى
ومع أهمية هذه
الأبحاث، فإن القيلولة قبل أن تكون فائدة علمية ، هي معجزة ربانية وسنة
نبوية شريفة ، وتأملوا هذه الآية الكريمة التي أخبرتنا عن هذه المعجزة
الا وهي النوم بالليل والنهار، قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ
مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23].
وفي السنة
أنه صلى الله عليه وسلم كان يحافظ على نومة القيلولة ، فقد أخرج البخاري عن أم حرام بنت ملحان أخت أم سليم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عندهم، فاستيقظ وهو يضحك. قالت: فقلت يا رسول الله: ما أضحكك؟ قال : رأيت قوما ممن يركب ظهر هذا البحر كالملوك على الأسرة. قالت : قلت يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. قال: فإنك منهم. قالت: ثم نام فاستيقظ وهو يضحك. قالت: فقلت يا رسول الله ما أضحكك؟ فقال مثل مقالته. قالت : قلت يا رسول الله، ادع الله أن
يجعلني منهم. قال: أنت من الأولين. قال فتزوجهاعبادة بن الصامت فغزا
في البحر فحملها معه، فلما رجع قربت لها بغلة لتركبها فصرعتها،
فاندقت عنقها فماتت.
وقال النبي صلى الله عليه
وسلم :" قيلوا فإن الشياطين لا تقيل " التخريج : الطبراني في الاوسط
وابو نعيم في الطب عن أنس تصحيح السيوطي : حسن كما حسنه الالباني (صحيح
الجامع الصغير 4431)
أخرج ابن ماجه بسنده عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : "ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة"، وفي صحيح
البخار ي عن أنس بن مالك قال: "كنا نبكر بالجمعة ونقيل بعد
الجمعة".
والحديث أخرجه البخاري عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال :أين ابن
عمك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل (ينام القيلولة)
عندي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو. فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول : "قم أبا تراب، قم أبا تراب".
وقد أتى العلم
الحديث ليؤكد ليأكد هذه المعجزة الالهية في فوائد القيلولة في زيادة
إنتاجية الفرد ، ويحسن قدرته على متابعة نشاطه اليومي .
أجريت دراسةفي مركز
النوم والمعرفة التابع لجامعة هارفارد وأفادت أن نوم القيلولة التي تدوم
45 دقيقة على أكثر تقدير أثناء النهار قد تساعد في تحسين مستوى الذاكرة
واسترجاع المعلومات، طالما أن هذه المعلومات قد تم تعلمها بشكل جيد قبل
النوم.
ويسمى هذا النوع من
الذاكرة بالذاكرة التقريرية وتنطبق على المعلومات النظرية، على عكس
الذاكرة الإجرائية التي تنطبق على اكتساب المهارات العملية. وقال التقرير
ان النوم يساعد في تثبيت المعلومات النظرية وجعل استرجاعها أسهل، وفقاً
للباحثين.
وأجريت
الدراسة على 33 شخصاً، تم تدريبهم في مجال الذاكرة التقريرية. وبعد
التدريب أخذ 16 منهم قيلولة لا تصل إلى مرحلة “النوم ذات حركة العين
السريعة”، بينما بقي الـ17 الآخرين أيقاظاً يشاهدون فيلماً. وقد أجري
اختبار على جميع المشاركين في وقت لاحق من اليوم نفسه، وقد شمل الاختبار
حفظ المفردات وحفظ الطرق الملتوية وحفظ الرسومات التي تشمل خطوطاً معقدة.
وقد وجد فريق البحث أن أخذ قيلولة تؤدي إلى تحسين أداء الذاكرة مقارنة بالبقاء يقظة.
و تقول الدراسة "
ان القيلولة تعزز الذاكرة و التركيز و تفسح المجال امام دورات جديدة من
النشاط الدماغي في نمط اكثر ارتياحا ، كما تشدد على عدم الاطالة في
القيلولة لان الراحة المفرطة قد تؤثر على نمط النوم العادي " .
ملاحظة : ان تلك القيلولة لم تنفع إلا أولئك الذين تعلموا المعلومات جيداً بادئ الأمر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا انت استغفرك وأتوب إليك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القيلوله سنه مهجورة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونستهديه ونسترشده ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) [ آل عمران: 102 ].
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) [ النساء: 1 ].
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما ). [ الأحزاب 70 – 71 ].
و بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار.
إن من هديه (صلى الله عليه وآله وسلم) افتتاحه لمجالسه بخطبة الحاجة، وهانحن قد بدأنا بحثنا هذا بخطبة الحاجة ولله الحمد والمنة، وفيها: ونستعينه ونستغفره، فقد جاء في صحيح مسلم والترمذي عليهما رحمة الله من حديث علي بن أبي طالب (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)«أَنَّ رَسُولَ الله (صلى الله عليه
وآله وسلم) كَانَ إِذَا قَامَ في الصَّلاةِ قَالَ: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ
لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ
المُشْرِكينَ إنَّ صَلاَتي ونُسُكِي ومَحْيَايَ وَمَمَاتي لله رَبِّ
العَالِمَينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ
المُسْلِمينَ. اللّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ، أَنْتَ
رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلمْتُ نَفْسِي واعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي
فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبي جَمِيعاً إِنَّهُ لاَ يَغْفِر الذُّنُوبَ إلاّ
أَنْتَ واهْدِني لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ لا يَهْدِي لأحْسَنِها إلاّ أنْتَ
واصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا إنّه لاَ يَصْرِفُ عَنّي سَيِّئَهَا إلاّ
أَنْتَ آمَنْتُ بِكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ
إلَيْكَ . فإِذَا رَكَعَ قَالَ: اللّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ وَبِكَ آمَنْتُ
وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي ومُخِّي وَعظْمِي
وعَصَبِي . فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ: اللَّهّمَّ رَبَّنَا لَكَ
الحَمدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ والأَرَضِينَ وَمَا بَيْنَهُمَا ومِلْءَ مَا
شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ فَإِذَا سَجَدَ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ
وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي للَّذِي خَلَقَهُ
فَصَوَّرَهُ وشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ فَتَبَارَكَ الله أحْسَنُ
الخَالِقِينَ. ثُمَّ يَكُونُ آخِرُ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ
والسَّلاَمِ: اللَّهْمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أخّرْتُ وَمَا
أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ
المُقَدِّمُ وَأنْتَ المُؤَخِّرُ لاَ إلَهَ إلاّ أنْتَ».
رواه مسلم وأصحاب السنن وابن حبان وأحمد. وقال أبو عيسَى الترمذي حَسَنٌ
صحيحٌ.
وبعد:
إن كثيرا من السنن
النبوية ماتت في حياة الناس عامة، والمسلمين خاصة، ولا يكون لها أهمية
إلا إذا ألبست لباس الاكتشافات العلمية الحديثة، فالحجامة -على سبيل
المثال- مع كونها سنة نبوية، يجب أن توضع موضعها الصحيح حتى تطبق السنة
بشكل إيجابي، ومع كون النبي صلى الله عليه وسلم
أشار إليها في زمنه، فإنها لم تأخذ حظا من الانتشار في حياة المسلمين،
حتى جاءت الدراسات الغربية لتؤكد أهمية الحجامة كنوع من العلاج
ومن تلك السنن التي
أضحت معدومة في حياة المسلمين، سنة القيلولة، وقد بدأ أهل العلم من
الباحثين يتحدثون عنها وعن فوائدها، وكتبت فيها أبحاث هامة، تؤكد فوائدها
العلمية.
إن القَيْلُولة هي
نَوْمةُ قصيرة في نِصْف النهار ، أو إستراحة و إسترخاء لبعض الوقت في
نصفَ النهار و إِن لم يكن معها نَوْمٌ ، و الهدف منها طرد الكسل و
استعادة النشاط و الحيوية لمتابعة العمل .
وفي لسان العرب
لابن منظور: القَيْلُولة : نَوْمَةُ نِصْف النهار ، و هي القائلةُ ، قال
يَقِيل ُ ، و قد قال القوم قَيْلاً و قائلةً و قَيْلولةً و مَقالاً و
مَقِيلاً " .
و فيه أيضا : " و
المَقِيل و القَيْلولة : الاستراحة نصفَ النهار و إِن لم يكن معها نَوْمٌ
، يقال : قال يَقِيل قَيْلولة ، فهو قائِل " .انتهى
ومع أهمية هذه
الأبحاث، فإن القيلولة قبل أن تكون فائدة علمية ، هي معجزة ربانية وسنة
نبوية شريفة ، وتأملوا هذه الآية الكريمة التي أخبرتنا عن هذه المعجزة
الا وهي النوم بالليل والنهار، قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ
مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23].
وفي السنة
أنه صلى الله عليه وسلم كان يحافظ على نومة القيلولة ، فقد أخرج البخاري عن أم حرام بنت ملحان أخت أم سليم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عندهم، فاستيقظ وهو يضحك. قالت: فقلت يا رسول الله: ما أضحكك؟ قال : رأيت قوما ممن يركب ظهر هذا البحر كالملوك على الأسرة. قالت : قلت يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. قال: فإنك منهم. قالت: ثم نام فاستيقظ وهو يضحك. قالت: فقلت يا رسول الله ما أضحكك؟ فقال مثل مقالته. قالت : قلت يا رسول الله، ادع الله أن
يجعلني منهم. قال: أنت من الأولين. قال فتزوجهاعبادة بن الصامت فغزا
في البحر فحملها معه، فلما رجع قربت لها بغلة لتركبها فصرعتها،
فاندقت عنقها فماتت.
وقال النبي صلى الله عليه
وسلم :" قيلوا فإن الشياطين لا تقيل " التخريج : الطبراني في الاوسط
وابو نعيم في الطب عن أنس تصحيح السيوطي : حسن كما حسنه الالباني (صحيح
الجامع الصغير 4431)
أخرج ابن ماجه بسنده عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : "ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة"، وفي صحيح
البخار ي عن أنس بن مالك قال: "كنا نبكر بالجمعة ونقيل بعد
الجمعة".
والحديث أخرجه البخاري عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله صلى الله عليه
وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال :أين ابن
عمك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل (ينام القيلولة)
عندي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو. فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول : "قم أبا تراب، قم أبا تراب".
وقد أتى العلم
الحديث ليؤكد ليأكد هذه المعجزة الالهية في فوائد القيلولة في زيادة
إنتاجية الفرد ، ويحسن قدرته على متابعة نشاطه اليومي .
أجريت دراسةفي مركز
النوم والمعرفة التابع لجامعة هارفارد وأفادت أن نوم القيلولة التي تدوم
45 دقيقة على أكثر تقدير أثناء النهار قد تساعد في تحسين مستوى الذاكرة
واسترجاع المعلومات، طالما أن هذه المعلومات قد تم تعلمها بشكل جيد قبل
النوم.
ويسمى هذا النوع من
الذاكرة بالذاكرة التقريرية وتنطبق على المعلومات النظرية، على عكس
الذاكرة الإجرائية التي تنطبق على اكتساب المهارات العملية. وقال التقرير
ان النوم يساعد في تثبيت المعلومات النظرية وجعل استرجاعها أسهل، وفقاً
للباحثين.
وأجريت
الدراسة على 33 شخصاً، تم تدريبهم في مجال الذاكرة التقريرية. وبعد
التدريب أخذ 16 منهم قيلولة لا تصل إلى مرحلة “النوم ذات حركة العين
السريعة”، بينما بقي الـ17 الآخرين أيقاظاً يشاهدون فيلماً. وقد أجري
اختبار على جميع المشاركين في وقت لاحق من اليوم نفسه، وقد شمل الاختبار
حفظ المفردات وحفظ الطرق الملتوية وحفظ الرسومات التي تشمل خطوطاً معقدة.
وقد وجد فريق البحث أن أخذ قيلولة تؤدي إلى تحسين أداء الذاكرة مقارنة بالبقاء يقظة.
و تقول الدراسة "
ان القيلولة تعزز الذاكرة و التركيز و تفسح المجال امام دورات جديدة من
النشاط الدماغي في نمط اكثر ارتياحا ، كما تشدد على عدم الاطالة في
القيلولة لان الراحة المفرطة قد تؤثر على نمط النوم العادي " .
ملاحظة : ان تلك القيلولة لم تنفع إلا أولئك الذين تعلموا المعلومات جيداً بادئ الأمر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا انت استغفرك وأتوب إليك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى