خـمـسـة مـشـاهـد .... مـن لـطـف الـلـه تـعـالـى بـعـبادة ...

[size=25]بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله كاشف الكروبات ، سبحانه خلق الأرض والسماوات
أحمد سبحانه وهو المحمود بكل لسان ، وأشكره على نعمه الحسان
وأصلي وأسلم على نبيه العدنان ، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان


ثم أما بعد ...



أخي الحبيب في الله ... اختاه يا أمة الله :

إن أثمن وأعظم ما نمتلكه في هذه الحياة هو إيماننا بالله تعالى ، وأن أجل نعمة ينعمها الله تعالى علينا
أن نعيش حياتنا بالإيمان وأن نحيي قلبونا بطاعة ربنا سبحانه وطاعة رسوله الكريم ـ صلّ الله تعالى
عليه وآله وسلم ـ وهذا هو أكبر سبب لتحصيل السعادة في العاجل والآجل ، وبقدر إيماننا يرفعنا
ربنا في الدنيا والآخرة ، قال تعالى : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير } .

أخوتاه ... اليوم في هذا الطرح الثاني من أروع القصص في لطف الله بعبادة
تعالوا معًا لنرى خمسة مشاهد ( من عجائب لطف الله تعالى )


أروع القصص

المشهد الأول :

( وقف رجل بين يدي الخليفة العباسي المأمون فقال له المأمون : والله لأقتلنك
فقال الرجل : يا أمير المؤمنين ، تأن عليَّ فإن الرفق يضعف العقوبة ، قال :
قد حلفت لأقتلنك ، فقال : يا أمير المؤمنين لأن تلقى الله عز وجل حانثًا
خير من أن تلقاه قاتلاً ، فخلى المأمون سبيله ) .

فهذه الكلمات نافعة كانت من عجيب لطف الله تعالى بهذا الرجل أنقذه الله تعالى بها
من القتل فسبحان الحكيم العليم اللطيف الخبير .




المشهد الثاني :

قال إبراهيم بن أدهم ـ عليه رحمة الله تعالى ـ : ( كنت ضيفاً عند قوم فقدموا مائدة
فنزل غراب واختطف رغيفًا وطار به قال : فتعجبت من حله وتبعته فإذا برجل مقيد
مأسور قد شدت يداه فألقى الغراب الرغيف عند وجهه وجعل الرجل يأكل منه ) .




المشهد الثالث :

قال الإمام المروزي ـ يرحمه الله تعالى ـ : ( خرجت من مصر ومعي جاريتي فركبت البحر أريد مكه
فغرقت بنا السفينة وذهبت مني ألف دينار وصرت إلى جزيرة أنا وجارية لي فما رأينا في الجزيرة أحدًا
وأخذني العطش فلم أقدر على الماء ، واجتهدت فلم أجد شيئًا فوضعت خدي على فخذ جاريتي مستسلمًا
للموت ، فّا رجل قد جاءني ومعه كوز فيه ما وقال لي : هاك ، فأخذت وشربت وسقيت الجارية ثم مضى
فلم أدر من أين جاء ولا من أين ذهب ) .

قال الغرناطي ـ يرحمه الله تعالى ـ : بعد إيراد هذه القصة ، ففي هذه الحكاية من لطف الله
ما يتعجب منه زيادة على النجاة من الغرق والخلاص من هول البحر فقيض الله تعالى لهذا
المروزي ذلك الماء الذي اتاه به رجل لا يعرف من أين جاء ولا من أين ذهب بعد
إستسلامه للموت من العطش وإشرافه على الهلاك من الظمأ فسبحان اللطيف
بعبادة القريب الذي هو أقرب لأحدنا من حبل وريده .




المشهد الرابع :

عن عبدالله بن جعفر البرقي ـ يرحمه الله تعالى ـ قال : ( رأيت امرأة بالبادية وقد جاء
البرد فذهب بزرع كان لها فجاء الناس يُعزونها فرفعت طرفها إلى السماء وقالت :
اللهم أنت المأمول لأحسن الخلف ، وبيدك التعويض عما تلف ، فافعل بنا ما أنت
أهله ، فإنأرزاقنا عليك وآمالنا مصروفة إليك ، قال : فلم أبرح حتى جاء رجل
من الأجلاء الأغنياء أهل البلد فحدث بما كان فوهب لها خمسمائة دينار ) .




المشهد الخامس :

قال مسروق بن الأجدع التابعي الثقة الإمام ـ يرحمه الله تعالى ـ قال : ( كان رجل بالبادية
له كلب وحمار وديك فالديك يوقظهم للصلاة والحمار ينقلون عليه الماء ، ويحمل لهم خباءهم
والكلب يحرسهم ، قال : فجاء الثعلب فأخذ الديك ، فحزنوا لذهاب الديك ، وكان الرجل
صالحًا فقال : عسى أن يكون خيرًا ، ثم مكثوا ما شاء الله ثم جاء ذئب فخرق بطن الحمار فقتله
فحزنوا لذهاب الحمار فقال الرجل الصالح : عسى أن يكون خيرًا ، ثم مكثوا ما شاء الله بعد ذلك
ثم اصيب الكلب فقال الرجل الصالح : عسى أن يكون خيرًا ثم مكثوا بعد ذلك ما شاء الله فأصبحوا
ذات يوم فنظروا فإذا قد سبي من حولهم وبقوا هم ، قال : وإنما أخذوا أولئك بما كان عندهم من الصوت
والجلبة ، ولم يكن عند أولئك شيء يجلب قد ذهب كلبهم وحمارهم وديكهم فكان الخير لهم خلاك تلك الحيوانات ليحفظوهم من عدوهم ) .

إلى هنا نكتفي بهذا القدر على رجاء أن نكمل إن شاء الله تعالى
وفقكنا الله تعالى وإياكم للعمل الصالح وأبصرنا بالعلم النافع

لـحـظـة : { إن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة }