لكل شي ثمن
+2
قلبي وقف لله تعالى
الجنة دار السعادة
6 مشترك
- الجنة دار السعادةعضو سوبر
- الجنس :
عدد المساهمات : 830
تاريخ التسجيل : 23/12/2012
لكل شي ثمن
2nd يناير 2013, 10:15 am
هكذا علمتني الحياة، فﻼ تستغربوا إذا عرفتم أنني أم لخمسة رجال أفنيت عمري من أجلهم منذ أن كانوا صغارا حتى كبروا وتعلموا فنون الحياة واﻻعتماد على النفس، ثم فانسحب كل واحد منهم ليستقل بحياته اﻷسرية حتى خﻼ البيت منهم جميعا، ثم تركني والدهم ورحل هو اﻵخر إلى جوار ربه، وبقيت وحيدة ومنسية·*
فقد انفض الجمع ولم يعد أحد منهم محتاجا إلي·
قد تسمون ما يفعله أوﻻدي عقوقا···*
بالتأكيد هو عقوق·*
ولكن لماذا يعقني جميع أوﻻدي الخمسة بﻼ استثناء؟
لماذا لم يجعل الله الرحمة في قلب واحد منهم على اﻷقل؟*
أتعرفون لماذا؟*
الجواب لدي···
إنه دين، نعم هو دين عليّ أداؤه، قبل أن أترك الدنيا وأرحل عنها·*
أعتقد أن الله سبحانه وتعالى يحبني لذلك عجل لي العقوبة في الدنيا على كل ما اقترفته في حياتي·
أنا راضية كل الرضا لما يحدث·
لست مجنونة ولم أخرف بعد على الرغم من وصولي إلى سن الستين·*
أنا بكامل قواي العقلية، أؤكد لكم أنني راضية وسعيدة ﻷن أوﻻدي ﻻ يسألون عني وﻻ يكترثون لي·*
صحيح أنا أتأذى من ذلك ﻷنني أشتاق إليهم كثيراً، وﻷنني لم أقصر يوما في اﻻهتمام بهم ورعايتهم وتلبية كافة احتياجاتهم حتى آخر لحظة، ولكن كما قلت لكم···*
فأنا أعتبر جحود أبنائي هو عقاب عادل لي على كل ما فعلته في حياتي الزوجية تجاه أهل زوجي·*
اﻷمر دقيق ومعقد ولكنه واضح ومفهوم·*
معظم الزوجات يكررن نفس الخطأ تجاه أهل أزواجهن···
ولهؤﻻء النسوة أروي حكايتي لعلها تكون لهن نبراسا وضوءا يكشف لهن الحقائق التي ربما تغيب عن أذهانهن·*
اسمحوا لي أن أروي حكايتي التي تتكرر باستمرار دون أن ينتبه إليها أحد·*
كنت فتاة جميلة ومدللـة·*
لم أتعلم من أسرتي الكثير قبل الزواج·
فقد تزوجت في سن مبكر لم أستطع فيه فهم الحياة الزوجية بشكلها الصحيح·*
كان زوجي وحيد أمه وله ثﻼث أخوات بنات أكبر منه·
والده متوفى، وقد تزوجت أخواته وبقيت أمه تحت رعايته ومسؤوليته·*
منذ بداية زواجنا لمست حب زوجي لي وتعلقه بي وانصياعه الكامل ﻹرادتي، ذلك كله جعلني أتصرف معه بدﻻل شديد·
كنت أتصنع الغضب وأسعد كثيراً عندما أجده يحاول إرضائي بأي شكل·*
خططت في أول اﻷمر ﻹخراج أمه من حياتنا، واصطنعت الحيل الماكرة المتعددة حتى تم لي ما أردت، وذهبت المسكينة لتعيش في بيت إحدى بناتها·
والله إني أتألم عندما أتذكر يوم رحيلها من عندنا·*
كانت تبكي وهي منهارة ومحطمة، ليس ﻷنها ستفارق بيتها الذي سيطرت عليه وﻻ ﻷنني انتزعتها من المكان الذي سطرت فيه ذكريات حياتها مع زوجها وأوﻻدها، ولكن ﻷنها ببساطة كانت متعلقة جداً بولدها، وﻻ تطيق مفارقته·*
توسلت إلي أن أعقل وأن أبقيها في البيت لتراه ولو من بعيد وهو رائح وغاد، ولكنني رفضت ذلك بإصرار·*
منظرها الكئيب كان يستفزني وإن لم تؤذني، وإن لم تجرح مشاعري بكلمة واحدة···*
أردت أن تغادر هي البيت ﻷكون فيه السيدة الوحيدة···*
يا له من تفكير·*
كم ألوم نفسي على كل ما فعلته···
كم أتمنى أن تسامحني تلك المرأة الطيبة رحمها الله·*
لﻸسف فإن الزمن ﻻ يعود إلى الوراء أبداً·
كم تمنيت لو عاد الى الوراء فأحتضنها وأحبها من كل قلبي وأعاملها كما أعامل أمي تماما، إنها تستحق كل الخير، فلماذا تصرفت معها على ذلك الوجه القبيح؟
والله ﻻ أدري·*
لم أكتف بما فعلته بها بعد أن طردتها من بيتها وتركتها تعيش في منزل زوج ابنتها بدﻻ من أن تعيش معززة مكرمة في منزل ولدها·
لم أكتف بذلك وإنما صرت أمنعه من زيارتها والسؤال عنها، إﻻ في أوقات متباعدة جداً·*
كنت أحس به وهو يتعذب ويشتاق إليها ولكنني كنت أشغله باستمرار حتى ﻻ يفكر إﻻ بي وبأوﻻدنا وبمسؤوليات أسرتنا·*
أصبح لدينا خمسة أوﻻد·
لم أسمح له بأخذهم إلى جدتهم وعماتهم ليتعرفوا عليهن···*
وكنت آخذهم باستمرار إلى منزل أهلي ليكونوا قريبين من أخوالهم وخاﻻتهم وليتربوا مع أبنائهم···
والويل لهم إن فكروا بالسؤال عن أهل والدهم أو رغبوا في رؤيتهم·*
كان ذلك من الممنوعات أو من المستحيﻼت·*
كان زوجي باستمرار المحب المجنون والعاشق المطيع الذي ﻻ يفكر أبداً برفض أوامري أو بالخروج عن إرادتي·
شغلته بي وبأوﻻدنا بشكل مستمر·*
أدخلته في تفصيﻼت كثيرة في شؤوننا الصغيرة والكبيرة·
أدرت رأسه كي ﻻ يفكر بغيرنا·
أوحيت له بأن رضا الله من رضا الزوجة···*
وأن الرجل إذا قصر مع زوجته وأوﻻده فسيكون من أصحاب النار، وأنه مخلوق ومسخر لعائلته وبيته فقط وليس لﻶخرين حقوق عليه، حتى لو كانوا أهله···
أمه وأخواته·*
كنت أختلق المشاكل وألهيه بالتفكير الدائم ﻹيجاد حلول لها·
وكنت أتشاجر معه وأفتعل الخصام كي يبقى إحساسه بالتقصير نحوي ونحو أوﻻده مستمرا·
أنا المظلومة المسكينة دائما وهو الظالم الذي تتكرر أخطاؤه بحق زوجته وأوﻻده، فيضطر لﻼعتذار وطلب السماح وهو كسير الخاطر·*
إذا مرضت أمي أتهمه بأنه ﻻ يكترث ﻷمرها فيركض المسكين ويقف عندها في المستشفى وﻻ يبرحه حتى تشفى·*
كان يبرها أكثر من أوﻻدها في حين أن أمه تمرض وتتوسل كي تراه فأسمح له بالذهاب لرؤيتها لدقائق ثم أتصل به وأستعجله حتى يعود بسرعة·*
وكذلك كان يفعل مع إخواني وأخواتي···
فهو شقيقهم اﻷكبر الذي يساعدهم جميعا في حل أزماتهم·*
ﻻ ينسى مناسباتهم ويقدم لهم الهدايا والهبات، وما أكثر الهدايا وما أغﻼها تلك التي تقدم ﻷهلي ﻹرضائهم وكسب محبتهم···
كل ذلك بالطبع على حساب أهله الذين لم يعد يسأل عنهم وﻻ يؤدي أي واجب من واجباتهم على اﻹطﻼق·*
حتى صديقاتي كان زوجي ﻻ يتأخر عن أداء واجبه في اﻻطمئنان على أزواجهن وتقديم باقات الزهور والهدايا في المناسبات وأداء جميع ما يتوجب عليه تجاههن·
ﻛﺎﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺴﺘﺄﺫﻧﻨﻲ ﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ·
ﻓﻤﺜﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰﻭﺝ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﺘﻪ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺱ ﺷﺮﻁ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻜﻮﺙ ﻃﻮﻳﻼً·*
ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﻘﺪ ﺃﻗﻨﻌﺘﻪ ﺑﺄﻥ ﺯﻭﺝ ﺃﺧﺘﻪ ﺭﺟﻞ ﺛﺮﻱ ﻭﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻠﻬﺪﺍﻳﺎ، ﻓﻨﺤﻦ ﻭﺃﻭﻻﺩﻧﺎ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎﻝ·*
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻪ ﺃﻣﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺑﺴﺮﻋﺔ·*
ﺟﻦ ﺟﻨﻮﻧﻲ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﻣﺘﻮﺗﺮﺓ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ···
ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻪ؟*
ﺇﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﺳﺮﺓ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ···*
ﺃﻻ ﺗﺮﺣﻤﻪ؟
ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻋﺮﻑ ﺑﺄﻥ ﺧﻼﻓﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺃﺧﺘﻪ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﺍﻥ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﺣﻞ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ·
ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻲ ﻟﻴﺴﺘﺸﻴﺮﻧﻲ- ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺨﻄﻮ ﺧﻄﻮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺗﻲ- ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﺃﺑﺪﺍً، ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺗﺪﺧﻠﻚ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻠﻪ ﻓﺘﺘﻌﻘﺪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﺧﺘﻚ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻴﻚ·*
ﺍﺳﺘﻤﻊ ﻟﻨﺼﻴﺤﺘﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻣﺘﺄﺟﺠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﻢ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻓﺘﺰﻭﺝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺗﺮﻙ ﺷﻘﻴﻘﺔ ﺯﻭﺟﻲ ﻣﻊ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﻣﺎﺩﻱ ﺣﺮﺝ·*
ﻛﺎﻥ ﺯﻭﺟﻲ ﻣﺘﻀﺎﻳﻘﺎً ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﺧﺘﻪ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺄﻥ ﻃﻼﻗﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮﺍً ﻣﺤﺘﻮﻣﺎً ﻭﻣﻘﺪﺭﺍً ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ·*
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺮﺕ ﺃﺧﺘﻪ ﻓﻲ ﺿﺎﺋﻘﺔ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ، ﻓﺄﻗﻨﻌﺘﻪ ﺑﺄﻥ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﻤﺪ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﻬﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺧﺘﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻨﺎ·*
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻪ ﺃﻣﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﺧﺎﺩﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺑﺮﺍﺗﺒﻬﺎ ﺍﻟﻀﺌﻴﻞ ﻓﻲ ﺳﺪ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ·*
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻲ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻲ ﻭﻋﺮﺽ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﺘﻰ ﺭﺣﺖ ﺃﻋﺪﺩ ﻟﻪ ﻣﻀﺎﺭ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻨﺔ ﻭﺃﻗﻨﻌﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻻﺑﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﺄﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺗﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ·
ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻨﻊ ﺯﻭﺟﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻣﺘﺄﺛﺮﺓ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻷﻣﻪ ﻭﺃﺧﺘﻪ ﻭﺃﻣﺜﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﻨﺎﻥ: ﻛﻢ ﺃﻧﺖ ﻃﻴﺒﺔ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ··· ﻟﻴﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﺜﻠﻚ·*
ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﻫﻮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺮﺿﺖ ﺃﻡ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﺭﻗﺪﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ·
ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ، ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻭﺑﺄﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖ·*
ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻲ ﻟﻴﺨﺒﺮﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﺷﻘﻴﻘﺎﺗﻪ ﻗﺪ ﺟﻤﻌﻦ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺮﺣﻦ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻓﻘﻪ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻷﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺭﺟﻞ، ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ···*
ﻭﻫﻮ ﺃﺣﻖ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ·*
ﻃﻠﺐ ﻣﺸﻮﺭﺗﻲ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻳﺒﺎﻟﻐﻮﻥ ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﻋﺪﻡ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺁﺧﺮ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺴﻔﻴﺮﻫﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻷﻥ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻯ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺑﺄﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ·*
ﺍﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻴﺤﺘﻲ ﻭﻃﻠﺐ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻓﺼﺪﻣﺖ ﺃﺧﻮﺍﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻭﺑﻜﻴﻦ ﺑﺤﺮﻗﺔ ﻭﺣﺴﺮﺓ·*
ﺑﻌﺪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ، ﻓﻌﺎﺩ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺄﻟﻢ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﻮﺕ ﺃﻣﻪ، ﻣﺘﺄﺛﺮﺍً ﺑﻠﻮﻡ ﺃﺧﻮﺍﺗﻪ ﻟﻪ·*
ﻓﺼﺮﺕ ﺃﻭﺍﺳﻴﻪ ﻭﺃﺅﻛﺪ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻫﺎ ﻭﺳﻂ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺩﻳﺎﺭ ﻏﺮﻳﺒﺔ·*
ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺯﻭﺟﻲ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻇﻞ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻛﺌﻴﺒﺎ ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻭﻻ ﻳﻀﺤﻚ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺳﺎﺑﻘﺎ·
ﺍﺗﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻭﺻﺎﺭ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻨﻌﺰﻻ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﺼﻠﻲ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ·
ﺃﺻﺒﺢ ﺷﺨﺼﺎ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺸﺖ ﻣﻌﻪ·*
ﻣﺮﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﻛﺒﺮ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺗﺰﻭﺟﻮﺍ ﻭﺭﺣﻠﻮﺍ ﻛﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ·
ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺯﻭﺍﺟﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺰﻭﺭﻭﻧﻨﻲ ﻭﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻨﻲ ﺛﻢ ﺗﺒﺎﻋﺪﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﻋﺮﻑ ﻋﻨﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ·*
ﻭﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻜﻢ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺃﻋﺮﻑ ﺟﻴﺪﺍً ﺑﺄﻥ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺃﻭﻻﺩﻱ ﺑﻲ ﻫﻮ ﻋﻘﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻮﺗﻲ ﻭﺷﺒﺎﺑﻲ·*
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻨﻲ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺘﻴﻦ ﻭﺃﻗﺮﺃ ﻣﺎ ﺑﻬﻤﺎ···
ﻓﻴﺘﻘﻄﻊ ﻗﻠﺒﻲ·
ﻛﻢ ﻭﺩﺩﺕ ﻟﻮ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﻣﺘﻠﻜﺖ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﻟﻤﺼﺎﺭﺣﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻧﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺭﺃﺳﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﻗﺪﻣﻲ·
ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺍﻥ ﺃﺳﺘﺴﻤﺤﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻞ·
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺠﻤﻊ ﺷﺠﺎﻋﺘﻲ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﺑﺤﻘﻪ ﻭﺑﺤﻖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭﺃﺧﻮﺍﺗﻪ·
ﺣﻴﻦ ﻗﺮﺭﺕ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﻓﺎﺕ ﻭﺭﺣﻞ ﺯﻭﺟﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﺍﺗﻲ ﻭﺃﺳﻔﻲ·
ﺭﺣﻞ ﻭﻫﻮ ﺣﺰﻳﻦ ﻭﻛﺌﻴﺐ، ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﺃﻡ ﻻ·*
ﻫﺎﺃﻧﺬﺍ ﺃﻗﻀﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻤﺮﻱ ﻭﺣﻴﺪﺓ، ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻭﻛﺌﻴﺒﺔ·
ﺃﺟﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﻘﻮﻕ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ، ﻭﻳﺘﺄﺳﻔﻮﻥ ﻟﻬﻢ، ﻭﺃﻧﺎ ﺳﺎﻛﺘﺔ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺷﺮﺡ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻘﻮﻕ·*
ﺳﺄﻛﻮﻥ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻨﺎ ﺍﺗﻌﻈﻦ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺘﻲ، ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺃﻭﻗﻔﻮﺍ ﺯﻭﺟﺎﺗﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻫﻦ، ﻭﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺇﻣﺴﺎﻙ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﻂ، ﻓﻼ ﻳﺠﻌﻠﻮﺍ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻷﻫﻞ ﺃﻭ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻷﻫﻞ ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ···*
ﻓﻔﻲ ﻛﻼ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﻇﻠﻢ ﻋﻈﻴﻢ*
فقد انفض الجمع ولم يعد أحد منهم محتاجا إلي·
قد تسمون ما يفعله أوﻻدي عقوقا···*
بالتأكيد هو عقوق·*
ولكن لماذا يعقني جميع أوﻻدي الخمسة بﻼ استثناء؟
لماذا لم يجعل الله الرحمة في قلب واحد منهم على اﻷقل؟*
أتعرفون لماذا؟*
الجواب لدي···
إنه دين، نعم هو دين عليّ أداؤه، قبل أن أترك الدنيا وأرحل عنها·*
أعتقد أن الله سبحانه وتعالى يحبني لذلك عجل لي العقوبة في الدنيا على كل ما اقترفته في حياتي·
أنا راضية كل الرضا لما يحدث·
لست مجنونة ولم أخرف بعد على الرغم من وصولي إلى سن الستين·*
أنا بكامل قواي العقلية، أؤكد لكم أنني راضية وسعيدة ﻷن أوﻻدي ﻻ يسألون عني وﻻ يكترثون لي·*
صحيح أنا أتأذى من ذلك ﻷنني أشتاق إليهم كثيراً، وﻷنني لم أقصر يوما في اﻻهتمام بهم ورعايتهم وتلبية كافة احتياجاتهم حتى آخر لحظة، ولكن كما قلت لكم···*
فأنا أعتبر جحود أبنائي هو عقاب عادل لي على كل ما فعلته في حياتي الزوجية تجاه أهل زوجي·*
اﻷمر دقيق ومعقد ولكنه واضح ومفهوم·*
معظم الزوجات يكررن نفس الخطأ تجاه أهل أزواجهن···
ولهؤﻻء النسوة أروي حكايتي لعلها تكون لهن نبراسا وضوءا يكشف لهن الحقائق التي ربما تغيب عن أذهانهن·*
اسمحوا لي أن أروي حكايتي التي تتكرر باستمرار دون أن ينتبه إليها أحد·*
كنت فتاة جميلة ومدللـة·*
لم أتعلم من أسرتي الكثير قبل الزواج·
فقد تزوجت في سن مبكر لم أستطع فيه فهم الحياة الزوجية بشكلها الصحيح·*
كان زوجي وحيد أمه وله ثﻼث أخوات بنات أكبر منه·
والده متوفى، وقد تزوجت أخواته وبقيت أمه تحت رعايته ومسؤوليته·*
منذ بداية زواجنا لمست حب زوجي لي وتعلقه بي وانصياعه الكامل ﻹرادتي، ذلك كله جعلني أتصرف معه بدﻻل شديد·
كنت أتصنع الغضب وأسعد كثيراً عندما أجده يحاول إرضائي بأي شكل·*
خططت في أول اﻷمر ﻹخراج أمه من حياتنا، واصطنعت الحيل الماكرة المتعددة حتى تم لي ما أردت، وذهبت المسكينة لتعيش في بيت إحدى بناتها·
والله إني أتألم عندما أتذكر يوم رحيلها من عندنا·*
كانت تبكي وهي منهارة ومحطمة، ليس ﻷنها ستفارق بيتها الذي سيطرت عليه وﻻ ﻷنني انتزعتها من المكان الذي سطرت فيه ذكريات حياتها مع زوجها وأوﻻدها، ولكن ﻷنها ببساطة كانت متعلقة جداً بولدها، وﻻ تطيق مفارقته·*
توسلت إلي أن أعقل وأن أبقيها في البيت لتراه ولو من بعيد وهو رائح وغاد، ولكنني رفضت ذلك بإصرار·*
منظرها الكئيب كان يستفزني وإن لم تؤذني، وإن لم تجرح مشاعري بكلمة واحدة···*
أردت أن تغادر هي البيت ﻷكون فيه السيدة الوحيدة···*
يا له من تفكير·*
كم ألوم نفسي على كل ما فعلته···
كم أتمنى أن تسامحني تلك المرأة الطيبة رحمها الله·*
لﻸسف فإن الزمن ﻻ يعود إلى الوراء أبداً·
كم تمنيت لو عاد الى الوراء فأحتضنها وأحبها من كل قلبي وأعاملها كما أعامل أمي تماما، إنها تستحق كل الخير، فلماذا تصرفت معها على ذلك الوجه القبيح؟
والله ﻻ أدري·*
لم أكتف بما فعلته بها بعد أن طردتها من بيتها وتركتها تعيش في منزل زوج ابنتها بدﻻ من أن تعيش معززة مكرمة في منزل ولدها·
لم أكتف بذلك وإنما صرت أمنعه من زيارتها والسؤال عنها، إﻻ في أوقات متباعدة جداً·*
كنت أحس به وهو يتعذب ويشتاق إليها ولكنني كنت أشغله باستمرار حتى ﻻ يفكر إﻻ بي وبأوﻻدنا وبمسؤوليات أسرتنا·*
أصبح لدينا خمسة أوﻻد·
لم أسمح له بأخذهم إلى جدتهم وعماتهم ليتعرفوا عليهن···*
وكنت آخذهم باستمرار إلى منزل أهلي ليكونوا قريبين من أخوالهم وخاﻻتهم وليتربوا مع أبنائهم···
والويل لهم إن فكروا بالسؤال عن أهل والدهم أو رغبوا في رؤيتهم·*
كان ذلك من الممنوعات أو من المستحيﻼت·*
كان زوجي باستمرار المحب المجنون والعاشق المطيع الذي ﻻ يفكر أبداً برفض أوامري أو بالخروج عن إرادتي·
شغلته بي وبأوﻻدنا بشكل مستمر·*
أدخلته في تفصيﻼت كثيرة في شؤوننا الصغيرة والكبيرة·
أدرت رأسه كي ﻻ يفكر بغيرنا·
أوحيت له بأن رضا الله من رضا الزوجة···*
وأن الرجل إذا قصر مع زوجته وأوﻻده فسيكون من أصحاب النار، وأنه مخلوق ومسخر لعائلته وبيته فقط وليس لﻶخرين حقوق عليه، حتى لو كانوا أهله···
أمه وأخواته·*
كنت أختلق المشاكل وألهيه بالتفكير الدائم ﻹيجاد حلول لها·
وكنت أتشاجر معه وأفتعل الخصام كي يبقى إحساسه بالتقصير نحوي ونحو أوﻻده مستمرا·
أنا المظلومة المسكينة دائما وهو الظالم الذي تتكرر أخطاؤه بحق زوجته وأوﻻده، فيضطر لﻼعتذار وطلب السماح وهو كسير الخاطر·*
إذا مرضت أمي أتهمه بأنه ﻻ يكترث ﻷمرها فيركض المسكين ويقف عندها في المستشفى وﻻ يبرحه حتى تشفى·*
كان يبرها أكثر من أوﻻدها في حين أن أمه تمرض وتتوسل كي تراه فأسمح له بالذهاب لرؤيتها لدقائق ثم أتصل به وأستعجله حتى يعود بسرعة·*
وكذلك كان يفعل مع إخواني وأخواتي···
فهو شقيقهم اﻷكبر الذي يساعدهم جميعا في حل أزماتهم·*
ﻻ ينسى مناسباتهم ويقدم لهم الهدايا والهبات، وما أكثر الهدايا وما أغﻼها تلك التي تقدم ﻷهلي ﻹرضائهم وكسب محبتهم···
كل ذلك بالطبع على حساب أهله الذين لم يعد يسأل عنهم وﻻ يؤدي أي واجب من واجباتهم على اﻹطﻼق·*
حتى صديقاتي كان زوجي ﻻ يتأخر عن أداء واجبه في اﻻطمئنان على أزواجهن وتقديم باقات الزهور والهدايا في المناسبات وأداء جميع ما يتوجب عليه تجاههن·
ﻛﺎﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺴﺘﺄﺫﻧﻨﻲ ﻟﻤﺠﺎﻣﻠﺔ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ·
ﻓﻤﺜﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺰﻭﺝ ﺍﺑﻦ ﺃﺧﺘﻪ ﺳﻤﺤﺖ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺱ ﺷﺮﻁ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﻜﻮﺙ ﻃﻮﻳﻼً·*
ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﻘﺪ ﺃﻗﻨﻌﺘﻪ ﺑﺄﻥ ﺯﻭﺝ ﺃﺧﺘﻪ ﺭﺟﻞ ﺛﺮﻱ ﻭﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻠﻬﺪﺍﻳﺎ، ﻓﻨﺤﻦ ﻭﺃﻭﻻﺩﻧﺎ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎﻝ·*
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻪ ﺃﻣﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺑﺴﺮﻋﺔ·*
ﺟﻦ ﺟﻨﻮﻧﻲ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﻣﺘﻮﺗﺮﺓ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ···
ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻪ؟*
ﺇﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﺳﺮﺓ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ···*
ﺃﻻ ﺗﺮﺣﻤﻪ؟
ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻋﺮﻑ ﺑﺄﻥ ﺧﻼﻓﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺃﺧﺘﻪ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪﻩ ﺍﻥ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﺣﻞ ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ·
ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻲ ﻟﻴﺴﺘﺸﻴﺮﻧﻲ- ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺨﻄﻮ ﺧﻄﻮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺩﻭﻥ ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺗﻲ- ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻻ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﺃﺑﺪﺍً، ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺗﺪﺧﻠﻚ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻠﻪ ﻓﺘﺘﻌﻘﺪ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﺧﺘﻚ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻴﻚ·*
ﺍﺳﺘﻤﻊ ﻟﻨﺼﻴﺤﺘﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻣﺘﺄﺟﺠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺗﻢ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻓﺘﺰﻭﺝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺗﺮﻙ ﺷﻘﻴﻘﺔ ﺯﻭﺟﻲ ﻣﻊ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﻣﺎﺩﻱ ﺣﺮﺝ·*
ﻛﺎﻥ ﺯﻭﺟﻲ ﻣﺘﻀﺎﻳﻘﺎً ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﺧﺘﻪ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺄﻥ ﻃﻼﻗﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮﺍً ﻣﺤﺘﻮﻣﺎً ﻭﻣﻘﺪﺭﺍً ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻬﻮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺸﻴﺌﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ·*
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺮﺕ ﺃﺧﺘﻪ ﻓﻲ ﺿﺎﺋﻘﺔ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ، ﻓﺄﻗﻨﻌﺘﻪ ﺑﺄﻥ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﻤﺪ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﻬﺎ، ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺧﺘﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﻠﻢ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻨﺎ·*
ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻪ ﺃﻣﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﺧﺎﺩﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﺑﺮﺍﺗﺒﻬﺎ ﺍﻟﻀﺌﻴﻞ ﻓﻲ ﺳﺪ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺃﺳﺮﺓ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ·*
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻲ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻲ ﻭﻋﺮﺽ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺣﺘﻰ ﺭﺣﺖ ﺃﻋﺪﺩ ﻟﻪ ﻣﻀﺎﺭ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺴﻨﺔ ﻭﺃﻗﻨﻌﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻻﺑﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﺄﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺗﻨﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ·
ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻨﻊ ﺯﻭﺟﻲ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻣﺘﺄﺛﺮﺓ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻷﻣﻪ ﻭﺃﺧﺘﻪ ﻭﺃﻣﺜﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻒ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﻨﺎﻥ: ﻛﻢ ﺃﻧﺖ ﻃﻴﺒﺔ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ··· ﻟﻴﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﺜﻠﻚ·*
ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﻫﻮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺮﺿﺖ ﺃﻡ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﺭﻗﺪﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ·
ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ، ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻭﺑﺄﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖ·*
ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻲ ﻟﻴﺨﺒﺮﻧﻲ ﺑﺄﻥ ﺷﻘﻴﻘﺎﺗﻪ ﻗﺪ ﺟﻤﻌﻦ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺮﺣﻦ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻓﻘﻪ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻷﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺭﺟﻞ، ﻭﻫﻮ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ···*
ﻭﻫﻮ ﺃﺣﻖ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ·*
ﻃﻠﺐ ﻣﺸﻮﺭﺗﻲ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻳﺒﺎﻟﻐﻮﻥ ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﻋﺪﻡ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺁﺧﺮ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺴﻔﻴﺮﻫﺎ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻷﻥ ﺻﺤﺘﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﺍﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻯ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺑﺄﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ·*
ﺍﺳﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻧﺼﻴﺤﺘﻲ ﻭﻃﻠﺐ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻓﺼﺪﻣﺖ ﺃﺧﻮﺍﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻭﺑﻜﻴﻦ ﺑﺤﺮﻗﺔ ﻭﺣﺴﺮﺓ·*
ﺑﻌﺪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ، ﻓﻌﺎﺩ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﺄﻟﻢ ﻳﺒﻜﻲ ﻣﻮﺕ ﺃﻣﻪ، ﻣﺘﺄﺛﺮﺍً ﺑﻠﻮﻡ ﺃﺧﻮﺍﺗﻪ ﻟﻪ·*
ﻓﺼﺮﺕ ﺃﻭﺍﺳﻴﻪ ﻭﺃﺅﻛﺪ ﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻭﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻫﺎ ﻭﺳﻂ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺩﻳﺎﺭ ﻏﺮﻳﺒﺔ·*
ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺯﻭﺟﻲ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻇﻞ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻛﺌﻴﺒﺎ ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻭﻻ ﻳﻀﺤﻚ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺳﺎﺑﻘﺎ·
ﺍﺗﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺪﻳﻦ ﻭﺻﺎﺭ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻨﻌﺰﻻ ﻳﺒﻜﻲ ﻭﻳﺼﻠﻲ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ·
ﺃﺻﺒﺢ ﺷﺨﺼﺎ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺸﺖ ﻣﻌﻪ·*
ﻣﺮﺕ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻭﻛﺒﺮ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺗﺰﻭﺟﻮﺍ ﻭﺭﺣﻠﻮﺍ ﻛﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ·
ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺯﻭﺍﺟﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺰﻭﺭﻭﻧﻨﻲ ﻭﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻨﻲ ﺛﻢ ﺗﺒﺎﻋﺪﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﻋﺮﻑ ﻋﻨﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎ·*
ﻭﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻜﻢ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺃﻋﺮﻑ ﺟﻴﺪﺍً ﺑﺄﻥ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﺃﻭﻻﺩﻱ ﺑﻲ ﻫﻮ ﻋﻘﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻮﺗﻲ ﻭﺷﺒﺎﺑﻲ·*
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻨﻲ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺘﻴﻦ ﻭﺃﻗﺮﺃ ﻣﺎ ﺑﻬﻤﺎ···
ﻓﻴﺘﻘﻄﻊ ﻗﻠﺒﻲ·
ﻛﻢ ﻭﺩﺩﺕ ﻟﻮ ﺃﻧﻨﻲ ﺍﻣﺘﻠﻜﺖ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﻟﻤﺼﺎﺭﺣﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻧﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺭﺃﺳﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﻗﺪﻣﻲ·
ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺍﻥ ﺃﺳﺘﺴﻤﺤﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻞ·
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺠﻤﻊ ﺷﺠﺎﻋﺘﻲ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﺑﺤﻘﻪ ﻭﺑﺤﻖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭﺃﺧﻮﺍﺗﻪ·
ﺣﻴﻦ ﻗﺮﺭﺕ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺪ ﻓﺎﺕ ﻭﺭﺣﻞ ﺯﻭﺟﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﺍﺗﻲ ﻭﺃﺳﻔﻲ·
ﺭﺣﻞ ﻭﻫﻮ ﺣﺰﻳﻦ ﻭﻛﺌﻴﺐ، ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﺃﻡ ﻻ·*
ﻫﺎﺃﻧﺬﺍ ﺃﻗﻀﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻤﺮﻱ ﻭﺣﻴﺪﺓ، ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻭﻛﺌﻴﺒﺔ·
ﺃﺟﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﻋﻘﻮﻕ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ، ﻭﻳﺘﺄﺳﻔﻮﻥ ﻟﻬﻢ، ﻭﺃﻧﺎ ﺳﺎﻛﺘﺔ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺷﺮﺡ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻒ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻘﻮﻕ·*
ﺳﺄﻛﻮﻥ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻟﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﺴﺎﺋﻨﺎ ﺍﺗﻌﻈﻦ ﻣﻦ ﺣﻜﺎﻳﺘﻲ، ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺃﻭﻗﻔﻮﺍ ﺯﻭﺟﺎﺗﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻫﻦ، ﻭﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺇﻣﺴﺎﻙ ﺍﻟﻌﺼﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﻂ، ﻓﻼ ﻳﺠﻌﻠﻮﺍ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻷﻫﻞ ﺃﻭ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻷﻫﻞ ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ···*
ﻓﻔﻲ ﻛﻼ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﻇﻠﻢ ﻋﻈﻴﻢ*
- بنوتة مصريةعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 1103
تاريخ التسجيل : 05/01/2013
رد: لكل شي ثمن
10th يناير 2013, 10:11 am
شكراااااااااااااااااااا
- *فتاة تائبة*عضو نشيط
- الجنس :
عدد المساهمات : 346
تاريخ التسجيل : 09/01/2013
رد: لكل شي ثمن
11th يناير 2013, 10:49 am
شكرا على الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى