:: كأس لبن ::
11th أبريل 2013, 1:02 am
في إحدى الأيام، كان الولد الفقير الذي يبيع السلع
بين البيوت ليدفع ثمن دراسته، قد وجد أنه لا يملك
سوى عشرة سنتات لا تكفي لسد جوعه ، لذا قرر أن يطلب
شيئا من الطعام من أول منزل يمر عليه ، ولكنه لم
يتمالك نفسه حين فتحت له الباب شابة صغيرة وجميلة ،
فبدلا من أن يطلب وجبة طعام ، طلب أن يشرب الماء.
وعندما شعرت الفتاة بأنه جائع ، أحضرت له كأسا
من اللبن ، فشربه ببطء وسألها: بكم أدين لك؟
فأجابته: لا تدين لي بشيء .. لقد علمتنا أمنا
أن لا نقبل ثمنا لفعل الخير. فقال: 'أشكرك إذاً
من أعماق قلبي'، وعندما غادر هوارد كيلي المنزل،
لم يكن يشعر بأنه بصحة جيدة فقط ، بل أن
إيمانه بالله وبالإنسانية قد ازداد، بعد أن كان
يائسا ومحبطاً.
بعد سنوات، تعرضت تلك الشابة لمرض خطير، مما أربك
الأطباء المحليين ، فأرسلوها لمستشفى المدينة ،
حيث تم استدعاء الأطباء المتخصصين لفحص مرضها
النادر. وكان قد استدعي الدكتور هوارد كيلي
للاستشارة الطبية .
وعندما سمع اسم المدينة التي قدمت منها تلك المرأة ،
لمعت عيناه بشكل غريب، وأنتفض في الحال عابراً
المبنى إلى الأسفل حيث غرفتها ، وهو مرتديا الزي
الطبي ، لرؤية تلك المريضة ، وعرفها بمجرد أن رآها،
فقفل عائدا إلى غرفة الأطباء ، عاقداً العزم على
عمل كل ما بوسعه لإنقاذ حياتها ، ومنذ ذلك اليوم
أبدى اهتماما خاصا بحالتها.
وبعد صراع طويل ، تمت المهمة على أكمل وجه،
وطلب الدكتور كيلي الفاتورة إلى مكتبه كي يعتمدها ،
فنظر إليها وكتب شيئا في حاشيتها وأرسلها لغرفة
المريضة . كانت خائفة من فتحها، لأنها كانت تعلم
أنها ستمضي بقية حياتها تسدد في ثمن هذه
الفاتورة ..
أخيراً .. نظرت إليها، وأثار إنتباهها شيئا مدونا
في الحاشية، فقرأت تلك الكلمات:
'مدفوعة بالكامل بكأس من اللبن'
التوقيع: د. هوارد كيلي
اغرورقت عيناها بدموع الفرح ، وصلى قلبها المسرور
بهذه الكلمات: 'شكرا لك يا إلهي، على فيض حبك
ولطفك الغامر والممتد عبر قلوب وأيادي البشر'.
فلا تبخلوا بفعل الخير ، وتذكروا أنه كما تدينوا
تدانوا ، والحياة دين ووفاء ،
فإن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة إن شاء الله ...
- »ـالغےـايب ـالحےـاضر»المراقب العام
- الجنس :
عدد المساهمات : 581
تاريخ التسجيل : 06/04/2013
رد: :: كأس لبن ::
2nd مايو 2013, 2:28 pm
جعله في ميزان حسناتك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى