سلمان في رمضان

استيقظ سلمان مبكراً قبل الفجر، وصلى ركعتين دعا فيهما بدعوتين؛ أن يجعله الله تعالى صالحاً ذاكراً، وأن يجعله سبحانه وتعالى مصلحاً مذكّراً، ثم تناول سحوره وذهب الى المسجد قبل أذان الفجر، وصلى ركعتي تحية المسجد، ثم أخذ ينظر في زوَّار بيت الله تعالى ويتفقدهم ببصره، مع شيء من الفرز ليكشف عن الجديد منهم، ثم صلى الفجر مع الإمام وجلس يستمع درس العلم وهو يصغي الى الإمام ويجول بنظره في المصلين الحاضرين، وبعد الدرس وقف سلمان ليصافح بعض المصلين ويسأل عن أحوالهم، ومكث بعد ذلك في المسجد حتى شروق الشمس، قرأ في مكثه جزءا من كتاب الله تعالى، وهو يتفقد كل آية تحكي خبر الدعوة الى الله تعالى وأحوالها المختلفة، رجع سلمان الى البيت بصحبة أحد جيرانه من أهل المسجد، وأخذ يحادثه في أمور تتعلق بالدعوة والحياة، نام سلمان قليلاً ثم خرج الى عمله ووظيفته أو دراسته، وقد نال زملاء العمل أو الدراسة من دعوة سلمان خيراً كثيرا فمرة يحادثهم بأمر من أمور الدين ومرة يوجِّه لهم رسائله القصيرة عبر الحاسوب أو عبر جهازه النقال، وقد دعاهم في يوم محدد ليكونوا ضيوفه في البيت أو في المسجد على وجبة الإفطار، وقبيل العصر يرجع سلمان الى بيته فيأخذ قيلولته المعتادة، ثم يستيقظ عند صلاة العصر ليصلي مع الجماعة ويتابع صحبة المسجد، ويزور جاراً أو صديقاً أو رحماً، ويتواصل مع الجميع عبر الهاتف، ولا يخلو جيبه من نشرة أو رسالة أو (سي دي) أو غيرها من وسائل الدعوة المختلفة، ثم يطالع سلمان كتباً في أساليب الدعوة أو علم الاتصال الجماهيري أو يتابع عبر الفضائيات النافعة برنامجاً يأخذ منه ليعطي غيره وشعاره: قال صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية) رواه البخاري، ويستثمر سلمان تجمع الناس على (العزائم) والولائم المختلفة بعمل برنامج يسير ومبسط يحوي مسابقة خفيفة وموعظة هادفة، وحواراً جاداً، ولا ينسى سلمان أن يذكِّر الناس بأركان الاسلام كلها، فالذي لا يصلي يحكي له خبر الصلاة، والذي لا يزكي يحكي له خبر الزكاة والذي يذكر الله تعالى يحكي له خبر التذكير بالله تعالى، والذي اكتمل عقده وحسن وصفه يحكي له خبر الجهاد والنصرة للمسلمين، ويسعى لأن يكمل نقص مَن حوله، ويجيشهم جميعاً لخدمة الدعوة تحت شعار: (حرض الناس لدعوة الناس وكن أنت المشرف والراس).

• من وسائل الدعـوة في رمضان: