:: لا تتبعوا خطوات الشيطان ::

11th أبريل 2013, 1:02 am

بسم الله الرحمن الرحيم

كان عابد من بني أسرائيل من أعبد أهل زمانه وكان في زمانة ثلاثة أخوة لهم أخت

فخرج الثلاثة للجهاد في سبيل الله

فلم يدروا عند من يتركون أختهم ولا من يأمنون عيها ،،، فأجمعوا أن يخلفوها عند عابد بني أسرائيل وكان ثقة في أنفسهم

فأتوه فسألوه أن يخلفوها عنده فرفض العابد ذلك وتعوذ بالله عز وجل منهم ومن أختهم

فلم يزالوا يلحون عليه حتي أطاعهم وقال لهم أنزلوها ببيت بجوار صومعتى

فأنزلوها في ذلك البيت وتركوها وأنطلقوا

فمكثت في جوار ذلك العابد زمناً ينزل إليها بالطعام من صومعته ثم يأمرها فتخرج تأخذ ما وضع لها من طعام

فتلطف له الشيطان فلم يزل به يرغبه في الخير
ويعظم عليه خروج الجارية من بيتها نهارا ويخوفه ان يراها أحد فيعلقها ؛ فلو
مشيت بطعامها حتى تضعه على باب بيتها كان أعظم لأجرك!!

فلم يزل به حتى مشى إليها بطعامها ووضعه على باب بيتها ولبث على هذه الحالة زمانا

ثم جاءه أبليس فرغبه في الخير والأجر فقال : لو كنت تكلمها وتحدثها فتأنس بحديثك فإنها قد أستوحشت وحشة شديدة

فلم يزل به حتى حدثها زمناً

ثم أتاه أبليس بعد ذلك فقال : لو كنت تنزل إليها فتقعد على باب صومعتك وتحدثها وتقعد على باب بيتها وتحدثك كان أحسن لها وآنس لها

فلم يزل به حتى أنزله وأجلسه على باب صومعته يحدثها وتحدثه وتخرج الجارية من بيتها حتى تقعد على باب بيتها

فلبث على ذلك زمناً
ثم جاءه أبليس فقال له : لو دخلت معها فحدثتها ولم تتركها تبرز وجهها لأحد كا أحسن بك فلم يزل به حتى أدخله البيت

فجعل يحدثها نهارها كله فإذا مضى النهار صعد إلى صومعته

فلم يزل إبليس يزينها له حتى واقعها فأحبلها فولدت له غلاماً

فجاءه إبليس فقال: أرأيت إن جاء أخوة الجارية وقد ولدت منك كيف تصنع ؟
لا آمن أن تفتضح أو يفضحوك

فأذهب إلى أبنها فاذبحه وأدفنه فإنها ستكتم عليك مخافة إخوتها

ففعل وقتل إبنها

قال له إبليس : أتراها تكتم أخوتها ما صنعت بها وقتلت أبنها

خذها واذبحها وادفنها مع أبنها ففعل ذلك وأطبق عليها صخرة عظيمة وسوى عليها وصعد إلى صومعته يتعبد فيها

فمكث بذلك ما شاء الله حتى أتى أخوتها من الغزو فسألوه عن أختهم فنعاها
وترحم عليها وبكاها وقال كانت خير أمرأة وهذا قبرها أمامكم فانظروا إليه
!!!!

فأتى أخوتها القبر فبكوا أختهم وترحموا ليها ثم انصرفوا

** فلما جن الليل وأخذوا مضاجعهم جاءهم الشيطان
في صورة رجل مسافر فسألهم عن أختهم فأخبره بقول العابد وموتها فكذبه
الشيطان وقال : لم يصدقكم أمر أختكم إنه قد أحبل أختكم وولدت منه غلاماً
فذبحه وذبحها خوفا منكم وألقاهما في حفرة حفرها خلف باب البيت ،فانطلقوا
فادخلو البيت الذي كانت فيه فإنكم ستجدونها كما أخبرتكم

فلما أستيقظ القوم أصبحوا متعجبين مما رأى كل واحد منهم فأقبل بعضهم على بعض يقول لقد رأيت الليلة عجبا فأخبر بعضهم بعضا بما رأى

فانطلقوا جميعا حتى أتوا البيت الذى كانت فيه اختهم فوجدوا اختهم وابنها مذبوحين في الحفرة

فسألوا عنها العابد فرفعوا أمره إلى ملكهم فأنزلوه من صومعته وقدم ليصلب

فأتاه أبليس فقال له أنا صاحبك الذى فتنتك فإن أطعتنى اليوم وكفرت بالله الذي خلقك وصورك خلصتك مما أنت فيه

ففكر العابد بالله فلما كفر بالله خلى الشيطان بينه وبين أصحابه فقتلوه !

ثم قيل /فيه نزلت الأيه : ( كمثل الشيطان إذ قال
للإنسان أكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين ، فكان
عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين) سورة الحشر آيه
16،17