منتديات دمعة تائب
حياكم الله في منتديات دمعة تائب

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات دمعة تائب
حياكم الله في منتديات دمعة تائب
منتديات دمعة تائب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
المشتاقة الي الله
مشرفة
مشرفة
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 560
تاريخ التسجيل : 28/02/2013

مناهج المفسرين Empty مناهج المفسرين

4th مارس 2013, 1:41 am

مناهج المفسرين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا وهو القائل {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا}.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فهذه الدّورة متخصصة في التفسير وعلوم القرآن وإنّ من مباحث هذه الدورة الكلام على مناهج المفسرين والكلام على مناهج المفسرين
مهم لأنّ التفاسيرلكتاب الله جلّ وعلا كثرت جدّا حتى بلغت أكثر من مائة من
التفاسير الموجودة بين أيدينا اليوم،ـ والتفاسير المفقودة كثيرة والتي لم
تطبع أيضا كثيرة وهكذا فلابدّ لطالب العلم الذي يحرص على معرفة معاني كلام
الله جلّ وعلا أن يعلم مناهج أولئك المفسرين وطرائقهم حتى إذا راجع تفسيرا لأحد أولئك يعلم مع ما يتميز به ذلك التفسير ويعلم منهج المؤلف حتى لا يضيع بين كثرة التفاسير.

منهج أو مناهج المفسرين المقصود بها الطرائق والخصائص التي يتميز بها التفسير والمناهج جمع منهج والمنهج والنّهج هو الطريق الملتزم يعني أنّ مناهج المفسرين
هي الطرق والشروط التي اتبعوها في تفاسيرهم وهذه المناهج متنوعة متعددة
والمفسرون منهم من يذكر شرطه في تفسيره ومنهم من لا يذكر ذلك فإذا كانت
المناهج هي الطرق التي سلكها المفسر في تفسيره فأصبحت قواعد له في التفسير
أو أصبحت مميزات وخصائص له في تفسيره.

هذه
المناهج كيف نعلمها؟ كيف نعلم منهج ابن جرير مثلا في تفسيره؟ أو منهج
القرطبي في تفسيره.؟ أو منهج ابن كثير في تفسيره؟ إلى آخر تلك التفاسير.

لمعرفة المنهج أحد طريقين:
الطريق الأول: أن
ينص المفسر على شرطه في التفسير في أول تفسيره أو أن ينص عليه في مواضع
متفرقة من تفسيره مع خطبة الكتاب فإذا نص على شرطه كما نص ابن كثير رحمه
الله على شرطه وطريقته في أول التفسير وكما نص القرطبي على ذلك بوضوح حيث
قال: وشرطي فيه أني كذا وكذا وكما نص عليه أبو حيان الأندلسي في كتابه
البحر المحيط وهكذا في عدة من التفاسير ينص المفسر على شرطه في تفسيره فإذا
نص المفسر على شرطه في تفسيره صارت تلك الشروط المنصوصة منهجا له فنقول
منهجه في التفسير كذا وكذا بناء على شرطه الذي نص عليه في تفسيره.

الطريق الثانية: أن يعلم شرطه في التفسير ويعلم المنهج عن طريق الاستقراء والاستقراء كما هو معلوم قسمان:
-
استقراء تام أو أغلبي والنوع الثاني استقراء ناقص والاستقراء حجة إذا كان
تاما أو أغلبيا لأنه يكون دالا على صحة ما بحث بالاستقراء فإذا استقرأ أحد
أهل العلم تفسيرا من التفاسير وقسم طريقه ذلك المفسر في العقيدة يسلك هذا
الطريق وفي الحديث والأثر يسلك هذا الطريق وفي النحو يسلك هذا الطريق وفي
الإسرائيليات يسلك هذا الطريق واستقرأ ذلك استقراء تاما بتتبع التفسير من
أوله إلى آخره أو استقرأه استقراء أغلبيا فتقول هنا منهجه في التفسير كذا
وكذا أما إذا كان الاستقراء ناقصا فتش في التفسير صفحة أو صفحتين أو ثلاثة
أو مجلد أو مجلدين ولم يستقرأ التفسير بتمامه فلا يجوز أن يعتمد على ذلك
الاستقراء الناقص ويقال طريقة فلان في التفسير كذا أو طريقة التفسير
الفلاني كذا إذ لابدّ لكون الاستقراء حجة أن يكون استقراء تاما أو أغلبيا
كما هو مقرر في موضعه من علم أصول الفقه وهذا وهذا وجد شروط ومناهج
للمفسرين عرفنا تلك المناهج عن طريق شرط المؤلف أو عن طريق الاستقراء التام
أو الأغلبي وإذا لم يمكن الاستقراء ولم يوجد الشرط فنستعمل عبارة أخرىغير
منهج المفسر في تفسيره كذا وكذا نقول تميز التفسير الفلاني بكذا وكذا من
خصائص التفسير الفلاني كذا وكذا تميز تفسير فلان بكذا وكذا مثلا من خصائص
الدر المنثور كذا وكذا تميز الدّر المنثور بكيت وكيت من الطريقة فإذن نعدل
عن استعمال لفظ المنهج إلى لفظ المميزات والخصائص والمميزات إذا لم يكن
مشروطا أو إذا لم يكن مستقرأ استقراء تاما أو أغلبيا والنبي صلى الله عليه
وسلم أنزل عليه القرآن على سبعة أحرف فثبت عنه بالتواتر عليه الصلاة
والسلام أنّه قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) ونزوله على سبعة أحرف
يستفاد منه في التفسير فوائد كثيرة والنبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل عنه
من التفسير الشيء الكثير وإنما نقل عنه تفسير كثير من الآيات ولكنه ليس
بالأكثر والصحابة رضوان الله عليهم نقل عنهم من التفسير أكثر مما نقل عن
النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر آيات كثير بحسب
الحاجة ففسر مثلا قوله جلّ وعلا {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} بأنّ الزيادة
هي النظر لوجه الله الكريم جلّ وعلا وفسر قوله تعالى {غير المغضوب عليهم
ولا الضالين} بأن المغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى وكذلك فسر
صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة} بأنّ
القوة الرمي ففي الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((ألا إنّ القوة
الرمي ألا إنّ القوة الرمي)) وهكذا في أشياء من هذا القبيل كما فسر الخيط
الأبيض والخيط الأسود في قوله جلّ وعلا {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط
الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} بأنّ الخيط الأبيض والخيط الأسود هما
سواد الليل وبياض الصبح أول ما ينفجر.

الصحابة
كانوا يهابون أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التفسير وكانوا
يعلمون أكثر معاني كلام الله جلّ وعلا وذلك لأنّهم رضي الله عنهم شهدوا
التنزيل ومشاهدة التنزيل ومعرفة أسباب النزول تورث العلم بمعاني الآيات كما
هي القاعدة عند أهل العلم أنّ معرفة السبب يورث العلم بالمسبب.

ثانيا:
الصحابة رضوان الله عليهم في عهده عليه الصلاة والسلام كانوا يرتحلون معه
يغزون معه يجاهدون معه ويسمعون كلامه عليه الصلاة والسلام من جهة السنة
فالسنة مفسرة للقرآن كذلك ما يعلمونه من تنوع الأحرف وأنّ هذه الآية أتى
تفسير لها في الحرف الآخر من القرآن، أو أتى تفسيرها في موضع آخر من القرآن
كما نقول مثلا في قوله جلّ وعلا {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا
النساء في المحيض ولا تقربوهنّ حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم
الله} في أولها قال: {ولا تقربوهنّ حتى يطهرن} هنا هل يكتفى في جواز إتيان
المرأة الحائض أن تطهر أم لابدّ أن تغتسل لا بد لهذا من تفسير في القراءة
الأخرى {ولا تقربوهنّ حتى يطّهرن فإذا تطهرن فاتوهنّ من حيث أمركم الله} في
شواهد كثيرة لذلك يعني أن القرآن يفسر بعضه بعضا والقرآن منه الأحرف
السبعة التي أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ومن الأحرف السبعة
القراءات السبع المعروفة والعشرة التي بقيت في الأمة من مجموع الأحرف
السبعة فإذن القرآن يفسر بعضه بعضا والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يرجعون
الآية التي يحتاجون إلى تفسيرها إلى موضع آخر أو إلى قراءة أخرى فيتضح
المعنى لهم وهم أهل تدبر للقرآن لأنهم امتثلوا قول الله جلّ وعلا: {أفلا
يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} بعد
عهده عليه الصلاة والسلام كثر التابعون واحتاج الناس إلى أن يفسر لهم
القرآن وسبب زيادة التفسير في عهد الصحابة عن عهد النبي صلى الله عليه وسلم
أنّ الحاجة إليه دعت وذلك أنّ الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم كانوا
يشهدون التنزيل ويعلمون كثيرا من السنة ويعلمون القرآن والأحرف وذلك بخلاف
زمن التابعين فإنهم كانوا أقل في ذلك من الصحابء رضوان الله عليهم فلذلك
احتاج من بعدهم إلى أن يفسر الصحابة لهم ذلك.

أيضا
من المهمّات في التفسير التي تميز بها الصحابة رضوان الله عليهم في عهده
عليه الصلاة والسلام وبعد عهده العلم بلغة العرب لأنّ القرآن، أنزل بلسان
عربي مبين ومن سبل فهم هذا القرآن أن يكون المتدبر له على علم بلغة العرب
فلغة العرب سبيل فهم القرآن لأنّ القرآن جاء بلسان العرب قال جلّ وعلا:
{وما أرسلنا من رسول إلاّ بلسان قومه ليبين لهم} فاللسان يبين المعنى معنى
الكتاب معنى ما أنزل الله جلّ جلاله ولهذا يحتاج الصحابة إلى معرفة موارد
الكلمة في القرآن، في لغة العرب فيفسرونها بما دلت عليه في اللغة وعمر رضي
الله عنه على سبيل المثال في ذلك لما كان يتلو سورة النحل في يوم الجمعة
على المنبر وقف مرّة عند قوله جلّ وعلا: {أو يأخذهم على تخوف فإنّ ربكم
لرؤوف رحيم} فقال عمر: ما التخوف؟ كأنّه أشكل عليه معنى التخوف في هذه
الآية فقام: رجل من المسلمين فقال له يا أمير المؤمنين التخوف في لغتنا
التنقص قال شاعرنا أبو كبير الهذلي:

تخوف الرحل منها تامكا فردا



كما تَخَوَّف عودُ النّبعة السَّفِنُ
الرجوع الى أعلى الصفحة
مواضيع مماثلة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى