- الجنة دار السعادةعضو سوبر
- الجنس :
عدد المساهمات : 830
تاريخ التسجيل : 23/12/2012
الحياة الطيبة
21st فبراير 2013, 10:11 am
،،، الحياة ،،،
إما ان تُضحك ساعة لتبكيك دهراً …
وإما تُبكيك ساعة لتضحك دهـراً …
،،، الحياة ،،،
إما نعمة للإنسان … وإما نقمة عليه …
،،، الحياة ،،،
إما لك… وإما عليك …
تمر ساعاتها ولحظاتها وأيامها وأعوامها
تمر على الإنسان فتقوده إلى المحبة والرضوان حتى يكون من أهل الفوز والجنان …
أو تمر عليه فتقوده إلى النيران وإلى غضب الواحد الديان
،،، الحياة ،،،
جعلها الله ابتلاءا واختباراً وامتحانا …
تظهر فيه حقائق العباد …
ففائز برحمة الله سعيد …
ومحروم من رحمة الله شقي طريد …
كل ساعة تعيشها إما أن يكون الله راضٍ عنك في هذه الساعة
وإما العكس والعياذ بالله …
وهذه الساعة التي تعيشها إما تقربك إلى الله وإما ان تبعدك عن الله …
وقد تعيش لحظة واحدة من لحظات حب الله وطاعة الله
تُغفر بها سيئات الحياة وتغفر بها ذنوب العمر …
وقد تعيش لحظة واحدة تتنكب فيها عن صراطِ الله وتبتعد فيها عن طاعة الله
تكون سببا في شقاء الإنسان حياته كلها …
،،، الحياة ،،،
معناها كل لحظة تعيشها وكل ساعة تقضيها
ونحن في هذه اللحظة نعيش حياة إما لنا وإما علينا
فالعبد الموفق السعيد من نظر في هذه الحياة وعرف حقها وقدرها
فهي والله حياة طالما أبكت أناسا فما جفت دموعهم
وطالما أضحكت أناسا فما رُدت عليهم ضحكاتهم ولا سرورهم
فكل واحد منا يسأل نفسه
كم ضحك في هذه الحياة وهل هذا الضحك يرضي الله عز وجل ؟
كم تمتع في هذه الحياة وهل هذه المتع ترضي الله عز وجل ؟
وكم سهر في هذه الحياة وهل هذا السهر يرضي الله عز وجل ؟
وكم وكم وكم؟؟؟؟
اسأل نفسك هذه الأسئلة لا لأنك ستسأل عنها بين يدي الله يوم القيامة فحسب
لا.. بل كل لحظة تعيشها وأنت تتقلب فيها في نعم الله
فأين الحياء من الله وأين الخجل من الله ؟
من الحياء والخجل أننا نأكل طعام الله وأننا نشرب من شراب خلقه الله
وأننا نستظل بسمائه ونمشي على أرضه
وأننا نتقلب في رحمته
وما الذي نقدمه في جنبه ؟
أذا أصبح الإنسان وبصره معه وقوته معه وسمعه معه
فمن الذي حفظ له سمعه
ومن الذي حفظ له بصره
ومن الذي حفظ له عقله ؟!!!
ومن الذي رد له روحه ؟!!!
وغيركم يتأوهون على الأسره …
والله جعل لنا كل هذه النعم لنيحي حياة طيبة
فهذه الحياة فيها داعيان
داعي إلى محبة الله وإلى رضوان الله وإلى القرب من الله
وداعي ضد ذلك …
فشهوة أمارة بالسوء
أو نزوة داعية إلى خاتمة السوء
والله لا يريد منا الصعب العسير بل يريد منا أمرين إثنين
الأمر الأول فعل فرائضه …
والتاني ترك زواجره ونواهييه …
فأي شيء تفعله في هذه الحياة وقبل أن تقدم عليه
هل الله أمرني بفعله أم لا ؟
إذا أمرني إذن أفعل
وإذا نهاني إذن أترك ولا أفعل
وإلى كل من أسرف في جنب الله
قد تعيش لحظة من حياتك تبكي فيها بكاء الندم على ما فرطت في جنب الله
يبدل الله بذلك الندم والبكاء سيئاتك حسنات
فكم من أناس أذنبوا وكم من أناس اساؤا وكم من أناس طالموا أبتعدوا عن ربهم
فكانوا بعيدين عن رحمة الله وعن رضوان الله
وجائتهم هذه اللحظة التي نعني بها الحياة الطيبة
لكي تراق منهم دمعة الندم ولكي يلتهب في القلب داعي الألم
فيحس الإنسان أنه قد طالت عن الله غربته
وقد طالت عن الله غيبته
فيقول إني ذاهب إلى الله منيب لرضوانه
وهذه الساعة ساعة الندم هي مفتاح السعادة للإنسان
فهما أقترفت ومهما أذنبت إن صدقت توبتك يبدل الله سيئاتك حسنات
فتصبح حياتك طيبة بطيب ذلك الندم
وبصدق ما تجده في نفسك من الشجى والألم
أسأل الله أن يحي في قلوبنا هذا الداعي إلى رحمته
وهذا الألم الذي نحسه من التفريط في جنبه
لذلك فالحياة الطيبة والسعادة الحقيقية تكون في القرب من الله
القرب ممن؟
من ملك الملوك وجبار السماوات الأرض
القرب من من ؟
من بيده الخلق والملك والتدبير
من بيده كشف الضر وتفريج الكروب
فالله جعل لذة الحياة في القرب منه والأنس به
فكم من غني بعيد عن الله وغناه وماله وشهواته لم تشتري له سعادته بل تجده أتعس الناس وأشقاهم
وكم من فقير إذا انتهى من ركوعه وسجوده وعبوديته لربه وخرج من المسجد يجد سعادة وانشراح في الصدر
والله لو بذل لها كل أموال الدنيا لم يجد لها غير ذلك سبيلا
فوالله …
إذا ما طابت الحياة بالقرب من الله فلن تطيب بشيء سواه
وإذا لم تطيب بفعل أوامر الله وترك نواهييه فلن تطيب بشيء سواه
~ من روائع الكلمات للشيخ الشنقيطي ~
.........................................
- بنوتة مصريةعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 1103
تاريخ التسجيل : 05/01/2013
رد: الحياة الطيبة
21st فبراير 2013, 3:42 pm
بارك الله فيك كلامك رائع جدا
اللهم ارحمنا برحمتك واغفر لنا
اللهم ارحمنا برحمتك واغفر لنا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى