قصة أبكتني
+4
الجنة دار السعادة
شفيعي قرآني
الجنة دار القرار
أميمة المغربية
8 مشترك
- أميمة المغربيةعضو مشارك
- عدد المساهمات : 160
تاريخ التسجيل : 14/01/2013
قصة أبكتني
18th يناير 2013, 5:34 pm
قصة أبكتني
تقول احدى الفتيات.
.. وقف أمامي،طفلٌ لم يتجاوز عمره السابعة،نحيل الجسم،رث الهيئة،مكسور
الخاطر حدَّ التحطم!!
التقت نظراتنا للحظة،ثم قبلتُ وجوده في منزلي،فهو أخٌ لزوجي،توفي والده
وهجرته أمه،فتنازعته أيدي الشقاء وهو بين زوجات أبيه وإخوانه،فالتقطته يد
زوجي بعد أن وجده جائعاً،منطوياً أمام إحدى الحدائق العامة!
لم يكن عمري يتجاوز الخمسة عشر عاماً حين أدخلته الحمام وغيرتُ ملابسه بعد
أن أخذ مني جهداً في التنظيف من وعثاء التشرد!
دخل المدرسة وتابعتُ دراسته حتى بعد أن أنجبتُ أبنائي،وحين وصل لنهاية
المرحلة المتوسطة توفي زوجي ليتركني مع أبنائي الثلاثة وأخوه(طارق).
فوجدت نفسي لأول مرة بمواجهة الترمل والفقر والحيرة،وأنا لم أبلغ الثالثة
والعشرين من عمري.ولإجادتي الحياكة أصبحت هي مورد الرزق الوحيد لإعالة
أبنائي الأربعة.
كان(طارق)يذهب برفقتي للسوق لشراء الأقمشة،كما كان يقوم بإيصال الملابس بعد
حياكتها للزبائن والمحلات التي تبيعها،وتأخذ نصيبها وتسلمه نصيبي.
وكان يشاركنا المنزل برغم حجابي المحكم،حيث يتخذ من ملحق المنزل مسكناً.
ويقاسمني المسؤولية ويساعدني في تحمل رعاية الأبناء ويقوم بتدريسهم
ومتابعتهم.ولم يتبرم قط من طعامٍ أو لباسٍ ما فتئ يشعر بالمسؤوليةاتجاهنا
وهاهو يتخرج من الجامعة مهندساً ويُحضِرُ لي شهادته مؤطرة بكرم أخلاقه
وشهامته التي لم تنفد،ولم تتبدد وسط أمواج عاتية من مآسي الحياة
وإغراءاتها.
وحين بلغ طارق من العمر ثلاثاً وعشرين سنة،فارع الطول،وسيماً شهماً كريماً
بسيطاً،كانت كل فتاة تتمنى الاقـتران به.وكنت أتساءل حينها كلما رأيتُ
فتاة:ترى هل ستملأ عين طارق؟ وهل ستستطيع تحقيق آماله وطموحاته؟أخشى أن
تجرحه بكلمة أو تخدش مشاعره بتصرفٍ أحمق!
في ليلة عجيبة كأني سمعتُ دوي انفجارٍ عنيف وأنا أستمع لأخي يطلق تساؤلاً
أعجب : طارق تـقدم خاطباً لك، فهل توافقين يا نوال؟!
يا إلهي..هل أتزوج ابني؟! إن طارقاً بالفعل ابني!كيف لامرأة أن تتزوج
ابنها؟! وكان عمري إحدى وثلاثين سنة وولدي الأكبر على مشارف الثانوية!
رفضتُ وبكيت،ولكنه لم يملْ ولم ييأسْ!حيث وسَّط كل معارفه وأقاربه واستنجد
بأبنائي..بل إنه خاطـَب حتى الجماد
تقول نوال:وتزوجته وأنا في كامل خجلي،ولم أستطع أن أنظر إلى وجهه،وأنا
أتذكر تلك النظرة الوحيدة حين استقبلته وهو صغير وكان في حالة بؤس
وشقاء!وهو اليوم أمامي بكامل هيئته وهندامه،وهيبته! ولأول مرة أنظر له
ملياً لألمح في عينيه نظرة الحب والامتنان!!
فأي مكافأة يا ربِ تمنحني إيآهَــآآآ بعد رحلة الفقر والترمل والشقاء!وأي
عملٍ جميل فعلته لتجزيني ـ ربي ـ بهذا الجزاء؟
حينها غرقتُ بالبكاء لأتـنهد بتفاؤلٍ وأقول:أيها الأمل…ما أوسعك!!
تقول احدى الفتيات.
.. وقف أمامي،طفلٌ لم يتجاوز عمره السابعة،نحيل الجسم،رث الهيئة،مكسور
الخاطر حدَّ التحطم!!
التقت نظراتنا للحظة،ثم قبلتُ وجوده في منزلي،فهو أخٌ لزوجي،توفي والده
وهجرته أمه،فتنازعته أيدي الشقاء وهو بين زوجات أبيه وإخوانه،فالتقطته يد
زوجي بعد أن وجده جائعاً،منطوياً أمام إحدى الحدائق العامة!
لم يكن عمري يتجاوز الخمسة عشر عاماً حين أدخلته الحمام وغيرتُ ملابسه بعد
أن أخذ مني جهداً في التنظيف من وعثاء التشرد!
دخل المدرسة وتابعتُ دراسته حتى بعد أن أنجبتُ أبنائي،وحين وصل لنهاية
المرحلة المتوسطة توفي زوجي ليتركني مع أبنائي الثلاثة وأخوه(طارق).
فوجدت نفسي لأول مرة بمواجهة الترمل والفقر والحيرة،وأنا لم أبلغ الثالثة
والعشرين من عمري.ولإجادتي الحياكة أصبحت هي مورد الرزق الوحيد لإعالة
أبنائي الأربعة.
كان(طارق)يذهب برفقتي للسوق لشراء الأقمشة،كما كان يقوم بإيصال الملابس بعد
حياكتها للزبائن والمحلات التي تبيعها،وتأخذ نصيبها وتسلمه نصيبي.
وكان يشاركنا المنزل برغم حجابي المحكم،حيث يتخذ من ملحق المنزل مسكناً.
ويقاسمني المسؤولية ويساعدني في تحمل رعاية الأبناء ويقوم بتدريسهم
ومتابعتهم.ولم يتبرم قط من طعامٍ أو لباسٍ ما فتئ يشعر بالمسؤوليةاتجاهنا
وهاهو يتخرج من الجامعة مهندساً ويُحضِرُ لي شهادته مؤطرة بكرم أخلاقه
وشهامته التي لم تنفد،ولم تتبدد وسط أمواج عاتية من مآسي الحياة
وإغراءاتها.
وحين بلغ طارق من العمر ثلاثاً وعشرين سنة،فارع الطول،وسيماً شهماً كريماً
بسيطاً،كانت كل فتاة تتمنى الاقـتران به.وكنت أتساءل حينها كلما رأيتُ
فتاة:ترى هل ستملأ عين طارق؟ وهل ستستطيع تحقيق آماله وطموحاته؟أخشى أن
تجرحه بكلمة أو تخدش مشاعره بتصرفٍ أحمق!
في ليلة عجيبة كأني سمعتُ دوي انفجارٍ عنيف وأنا أستمع لأخي يطلق تساؤلاً
أعجب : طارق تـقدم خاطباً لك، فهل توافقين يا نوال؟!
يا إلهي..هل أتزوج ابني؟! إن طارقاً بالفعل ابني!كيف لامرأة أن تتزوج
ابنها؟! وكان عمري إحدى وثلاثين سنة وولدي الأكبر على مشارف الثانوية!
رفضتُ وبكيت،ولكنه لم يملْ ولم ييأسْ!حيث وسَّط كل معارفه وأقاربه واستنجد
بأبنائي..بل إنه خاطـَب حتى الجماد
تقول نوال:وتزوجته وأنا في كامل خجلي،ولم أستطع أن أنظر إلى وجهه،وأنا
أتذكر تلك النظرة الوحيدة حين استقبلته وهو صغير وكان في حالة بؤس
وشقاء!وهو اليوم أمامي بكامل هيئته وهندامه،وهيبته! ولأول مرة أنظر له
ملياً لألمح في عينيه نظرة الحب والامتنان!!
فأي مكافأة يا ربِ تمنحني إيآهَــآآآ بعد رحلة الفقر والترمل والشقاء!وأي
عملٍ جميل فعلته لتجزيني ـ ربي ـ بهذا الجزاء؟
حينها غرقتُ بالبكاء لأتـنهد بتفاؤلٍ وأقول:أيها الأمل…ما أوسعك!!
- الجنة دار السعادةعضو سوبر
- الجنس :
عدد المساهمات : 830
تاريخ التسجيل : 23/12/2012
رد: قصة أبكتني
26th يناير 2013, 6:10 am
- أميمة المغربيةعضو مشارك
- عدد المساهمات : 160
تاريخ التسجيل : 14/01/2013
رد: قصة أبكتني
29th يناير 2013, 6:39 pm
شكرا لكم على المرور
- بنوتة مصريةعضو مميز
- الجنس :
عدد المساهمات : 1103
تاريخ التسجيل : 05/01/2013
رد: قصة أبكتني
29th يناير 2013, 7:06 pm
موضوع رائع لكن ليس فى قسمه
مشكورة اميمة على الموضوع الرائع مثلك
مشكورة اميمة على الموضوع الرائع مثلك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى